صواريخ واشنطن تفضح مواقف الحكومة.. السيادة تباد والصمت يتسيد والتصعيد مرتقب
المعلومة/ خاص..
باعتداء "غاشم" وجريمة ليست جديدة، شنت القوات الأمريكية عدواناً على مواقع امنية في العراق، واستهدفت قواعد الحشد العشبي، فواشنطن معتادة على تنفيذ كل ما يحلو لها على أراضي بلاد الرافدين، ضاربة سيادة البلد "عرض الحائط".
تابع قناة "المعلومة " على تلكرام.. خبر لا يحتاج توثيقاً ..
الأنظار الشعبية والسياسية، وبعد الاعتداء الأمريكي، على مواقع الحشد، واستشهاد ثمانية مقاتلين، توجهت الى الحكومة، تاملاً بإصدار موقف يكون على قدر المسؤولية، كطرد السفيرة الأمريكية، أو تنفيذ قرار البرلمان السابق، الخاص بإخراج القوات الأمريكية من العراق، الا انها أبدت موقفا ابسط ما يقال عنه بـ"الضعيف".
الحكومة الحالية، ومنذ تسلمها دفة الحكم الى غاية الان، بنت علاقات "إيجابية" مع الجانب الأمريكي، ضناً منها بانها ستحاول قدر الإمكان "كبح جماح" تهورها، ومنعها من التطاول، الا انها جميع ما ذكر اشبه بـ"احلام اليقظة".
وفي وقت سابق من اليوم، أبدت الحكومة العراقية، موقفاً على لسان المتحدث باسمها، باسم العوادي بشأن استهداف القوات الأمريكية لقواعد الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر، وفيما لم يتضمن البيان أي مفردات تدين الاعتداء الأمريكي بشكل مباشر، ولم تذكر اي مصطلح تخص الأمريكان.
"ضعف وعيب"
التصعيد الخطير الذي دفعت به واشنطن، وإرباك الوضع الأمني في العراق، خطوة "مدروسة" من الجانب الأمريكي؛ لانها كانت تتوقع رد الحكومة، والتي وضعت البلد بموقف "لا يحسد عليه".
القيادي بائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي، وصف، موقف الحكومة العراقية من الاعتداء الأمريكي على مواقع الحشد الشعبي بـ"المُعيب"، فيما اعتبر الاستهداف "تعدياً واضحاً" على سيادة العراق.
ويقول المطلبي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "مجلس النواب عليه التحرك باتجاه طرد القوات الأجنبية من العراق والتخلص منها، والا فإن البلد سيفقد سيادته بهذا الشكل".
ويضيف، ان "موقف الحكومة الأخير من الاعتداء الأمريكي على مواقع تابعة للحشد الشعبي، مُعيب جدا ؛ لان القوات التي تمتلك الشرعية الشعبية، ومصوت عليها داخل مجلس النواب، يتم قصفها بهذه الطريقة وبدون أي مبرر".
ويوضح القيادي بائتلاف المالكي، أن "الاعتداء على سيادة العراق وقواته بهذا الشكل امر لا يجوز لاسيما أن حادثة الاستهداف حصلت بالقرب من العاصمة بغداد، وليس في مناطق حدودية"، معتبرا الاستهداف الأمريكي "تعدي واضح جداً".
ويبين المطلبي، أن "عدم ذكر الحكومة العراقية للجانب الأمريكي في بيانها بشأن استهداف منطقة جرف النصر أشبه بإن تكون (خجولة) من هذا الموضوع".
"دماء الشهداء لن تجف"
الشعب العراقي، ومنذ دخول القوات الأمريكية المحتلة اراضي البلد في عام 2003، والى غاية الان، بذل الغالي والنفيس من اجل التخلص منه، فدماء الشهداء لم تجف، وهو ما يستدعي الوقوف الجاد بوجه "الاحتلال" حفاظا على أبناء البلد.
بدوره، رأى مركز الاتحاد للدراسات، أن موقف الحكومة العراقية حول الاعتداء الأمريكي على مقرات الحشد الشعبي كان "ضعيفاً" ولا يرتقي لمستوى الحدث، فيما اكد أن العدوان الأمريكي بمثابة "إعلان حرب" على العراق.
ويذكر مدير المركز، حيدر الموسوي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "العدوان الأمريكي الذي استهدف مقرات الحشد الشعبي، والذي تسبب بسقوط شهداء وضحايا، بمثابة استهداف الدولة العراقية، باعتبار ان الحشد مؤسسة حكومية رسمية"، معتبراً استهداف الحشد "إعلان حرب على العراق".
ويلفت الى، أن "رد الحكومة العراقية على العدوان الأمريكي، ضعيفاً ولا يصل الى مستوى التضحيات ودماء الشهداء"، مؤكداً أن "هذا الموقف يلاحقه الكثير من التساؤلات".
ويتابع مدير مركز الاتحاد، أن "الدولة العراقية وبشقيها التشريعي والتنفيذي، كان عليها تشريع قانون إخراج القوات الأمريكية من أراضي البلد، وبنفس الوقت ينفذ هذا القانون من قبل الحكومة؛ لإنهاء هذا التواجد بشكل رسمي".
استمرار الحكومات العراقية باتباع السياسات "الدبلوماسية" وابداء مواقف "الإدانة والاستنكار" ضد جرائم الاحتلال الأمريكي، فإنها تمنح الشرعية الرسمية لإدارة واشنطن بضرب كل الأهداف التي تقف امامها، ففي الوقت الذي يتطلب وقوف الحكومة لجانب رغبة الشعب للتخلص من القوات الأجنبية، ها هي اليوم تغض النظر عن خروقاته بطرق مختلفة.انتهى/25ر